🏴•° *خدام الإمام الحسين -عليه السلام- ذكركم باقٍ ببقاء الحسين*•°🏴
*لجنة الكفيل* بالجارودية تسلط الضوء على سيرة *المرحومة :
*أم محمد المرهون *
قدمتْ إلى قرية الجارودية ابنة اثنا عشر ربيعًا من القطيف ، وقد أتمت ختم القرآن وحفظه ، والفخري ، والوفاة ، و طريقة النواحة ، و في جعبتها الكثير من المهارات اليدوية .
أحبت الجارودية وأهلها ، وأبدت لهم الاحترام ، والتبجيل ، و بادلوها الإحساس ، والتقدير ، والحبّ ، والمشاعر الصادقة
الملاية و المعلمة : معصومة عبدالله محمد الغراش أم محمد علي صالح المرهون
المولودة في تاريخ 1 / 7 / ١٣٧١هـــ
احتوتها عائلةٍ طيبةٍ أحاطتها بالمحبة ، و العناية ، و الرعاية
صحبتها كلٌّ من عمتي أم السّيد شرف ، وأم السّيد هاشم ، و زنَّاب إلى عزية الملاية أم صالح ، و هناك صقلت موهبتها بتعلم القراءة الحسينية ، والخطابة التقليدية على يد الجليلة الفاضلة الأم الحنون أم صالح المعلم -رحمها الله - ثم انضمت إلى جارتها الملاية أم محمد أبو قرين ، واستقرت في عزيتها ، وظلت إلى آخر حياتها ملازمةً لها
قررت أن تكون في خدمة مجتمعها ، وأن تكون من العاملات الناشطات ، و تحقق لها ما أرادت (فنعم أجر العاملين) 74/ الزمر
بداياتها
كان لها معلِّمٌ ( كتاتيب ) تُعلِّم فيه القرآن بالطريقة التقليدية ( الهجاء والإعراب ) ، أي: القاعدة البغدادية ، و تَعلَّمت على يدها أجيالٌ متعاقبةٌ من قريتنا الحبيبة بنين وبناتٍ ، هم الآن في دور الأجداد و آباء الأجداد .
كما كانت تقرأ الختمات القرآنية بمبلغٍ رمزيٍ ، و علَّمت الصّلاة
المهارات الاحترافية التي تجيدها :
كانت - رحمها الله - متعددة المواهب والحرف
ومن ضمنها :
👚 فن الخياطة : خياطة الدراريع ، والسراويل ( اللّباس الشعبي ) ، و ثوب الأطفال ( البقاير ) ، ومستلزمات النساء من اللّباس ، وهي أول من خاطتها في القرية ، ولاقت استحسانًا و رواجًا كبيرًا ، بالإضافة إلى خياطة المشامر ، والعبايات ، والبشوت ، وقد تشرفت بخياطة بشوت خادم الإمام الحسين الملا عبد الحسين آل ليث - رحمه الله -
🧶 فن الغُرز والتطريز اليدوي ، وخياطة أوجه المخاد ( البردة ) بالرسومات المطرزة بالغرز المختلفة ، الستائر ، المفارش ، ...
🍂 فن السَّف بالسعف وصناعة : السّفر ، والقواعيد ، والزّبيل ، الحصر ، القفة ، ..
🍃 الحناء : كانت تحني عرائس الديرة بالنقوشات الجميلة بالطريقة التقليدية ، أي : بالعجين
المحفوظات
〰️ حفظت القرآن الكريم كاملًا
〰️ حفظت الكثير من الأشعار ( باللًغة العربية الفصحى التي كانت غرضها ( الحكمة ، والأمثال والقصص المنظومة ، والرثاء .. )
〰️ حفظت الكثير من المرثيات الحسينية باللهجة العامية
〰️ عندها حصيلةٌ كبيرةٌ من القصص الممتعة ، والمشوِّقة الهادفة ، المتميزة بعنصر المفاجأة ، والتي تخللتها المحاورات الشعرية الكثيرة
عادتها
بعد وفاة والدي وأخي المتزامن - رحمهما الله - جعلت سلوتها الحسين وآل الحسين -عليهم السلام -
و وضعت لها عادةً في بيتها تحيي فيها أمر أهل البيت -عليهم السلام- ومناسباتهم امتثالًا لقول الإمام الصادق -عليه السلام- : " أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ".
(الذين أقاموا في الدنيا مراسم العزاء على الإمام الحسين -عليه السلام - ، يوم القيامة هم في جوار الإمام الحسين -عليه السلام- / السيد الشهيد دستغيب)
.. بدايةً كانت ليلة السبت ومن ثم غيرتها لليلة الأحد
صفاتها:
〰️ تميزت بذاكرةٍ قويةٍ جدًا ، ويُعزى ذلك لحفظها القرآن الكريم ، والمداومة على تلاوته باستمرار آناء الليل ، وأطراف النهار حتى في أصعب الظروف ، وأشدها حيثُ ظلت تُردد آيات الله وهي ترقد في المستشفى في أواخر حياتها
كذلك ذكر الحسين ، كات تبكي شوقًا للحسين ، ومجالس الحسين -عليه السلام-
و لم تتوانَ عن تلاوة الختمات ، و تثويبها ليلة العيد ، وهي راقدةٌ في المستشفى في آخر أيامها
〰️ ومن صفاتها أيضا قدرتها العجيبة على المحاكاة في صنع الأشياء وإتقان ذلك بمهارةٍ فائقةٍ
〰️ كانت -رحمها الله- تساعد العوائل الفقيرة بتعليم أولادهم القرآن مجانًا ، وكذلك خياطة الملابس للعوائل المحتاجة مجانًا
〰️ كانت كثيرة الذكر ، والدعاء ، و قيام الليل ، والصيام ، والتهجد واللّهج بالصّلاة على محمدٍ وآله ، والدعاء للمؤمنين
〰️ كانت تتوسل بالأئمة بإهداء الختم إليهم في يوم مناسباتهم
وفاتها
مضت صابرةً ، محتسبةً ، راضيةً بقضاء الله ، وقدره ، متشوقةً إلى لقائه و لقاء من عشقتهم وأحبتهم ، وماتت على ولايتهم محمدٍ وآله ، و بارتفاع صوت الحق الله أكبـــر حلّقت روحها الطاهرة إلى بارئها فجر السبت
10 / 11 / ١٤٣٧هــ بعد عمرٍ حافلٍ بالعطاء
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) 10 / الزمر
وذلك بعد أن كتبت وصيتها ، وشهدت عليها شهودًا إيمانًا منها بقوله تعالى : ( كُتِـبَ عَلَيْـكُـمْ إِذاَ حَـضَـرَ أَحَـدَكـُمُ المـَوْتُ إِنْ تـَرَكَ خَـيْـرًا الـوَصِـيَـةُ لِلْـوَالِـدَيْـنِ وَالأَقْرَبِـيـنَ بِالـمَـعْـرُوفِ حَــقــاًّ عَـلـىَ المُـتّـَقـِيـنَ) 180 / البقرة
وقول رسول الله - صلى الله عليه و آله - : (من مات بغير وصيةٍ مات ميتة جاهلية ) وتمت الكتابة في النصف من شعبان
كان من ضمن وصاياها : إرسال ما تبقى من ذهبها الذي كانت تتقلدهُ قبل وفاتها إلى مرقد الإمام الحسين - عليه السّلام - حيث بذلت ما بحوزتها من ذهبٍ قبل سنةٍ من رحيلها إلى مرقد الإمام -عليه السلام- حين كانت في ضيافته ( لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) 61 / الصافات
وبعد تنفيذ الوصية رؤيت في المنام ضاحكةٌ مستبشرةٌ مكحلّةً العينين
تركت وراءها موروثًا ضخمًا من الكتب ، والمجاميع ، والشعارات التي تخص أهل البيت - عليهم السلام - فتم توزيعها على المآتم ، وما زلنا في صدد التوزيع حتى يكون لها ثوابٌ ، و حسابٌ جارٍ ..
لقد أورثتنا حبِّ الحسين -عليه السلام- فنعم التلاد الذي لا يُضاهى
فسلام على أرواحٍ عشقت الحسين ، و ماتت على حبِّ الحسين -عليه السلام-
ـــــــــــــــــــــــ❀•▣🌸▣•❀ــــــــــــــــــــــــ
كلماتٌ في حقِّها
1️⃣
صادقة القول ، تقول الحق و لو على نفسها
طيبة القلب لا تحمل كرهًا على أحدٍ رغم الظروف الصعبة
محبةٌ للجميع الكبير والصغير، الفقير والغني
توقر أهل العلم و تحترمهم ، تواصل القريب والبعيد
من أهل الصبر ، والعزم ، والسخاء ، والعطاء ، والعطف
كثيرة الحمد ، والشكر على كل الأحوال
قانعةٌ صابرةٌ على ما أعطاها الله
مبتسمة الثغر ، رحبة الصدر ، طيبة المزاج
صاحبة الصوت الشجي الحزين
يفقدها العزاء ، والمقام
2️⃣
سريعة الدمعة ، والصرخة على الحسين ، ولا تقبل إلا بتفاعل المجلس بكامله بالبكاء ، والصراخ حتى يضج المجلس بوجودها.
لا تمكث في المأتم بعد انتهائه ، ولا تحب الإطالة في القراءة
محبوبةٌ ، و صريحةٌ ، و نصوحةٌ تدعم نصيحتها بالقصص
صبرت على فقد الولد ، والزوج ، و تربية الأيتام رغم قساوة الأيام
خلفت بناتٍ وأولادًا بارين ، يحيون المناسبات والعشرة باسمها ؛ لأن الحسين كان كل حياتها
اللهم احشرها مع الحسين ، وأهل الحسين -عليهم السلام-
✍🏻 أعضاء حسينية الإمام المنتظر الملاية أم محمد أبو قرين -حفظهن الله-
*حشرها الله في زمرة خدم الحسين .. رحم الله من يهدي لروحها الفاتحة*
الشكر الجزيل لابنة المرحومة أم زينب شيخ حسين لتزويدنا بالمعلومات