المرحومة فاطمة جواد عبد الله آل سعيد (أم عبدالجليل العيد)

  • العائلة : عائلة آل سعيد
  • موقع القبر
  • مكان الدفن : مقبرة الجارودية
  • تاريخ الوفاة : 1441-10-17
  • في رحمة الله منذ:4عام-7شهر-2يوم-
  • الجنس : أنثى
obituary-details
obituary-details

المرحومة فاطمة جواد عبد الله آل سعيد (أم عبدالجليل العيد)

  • العائلة : عائلة آل سعيد
  • موقع القبر
  • مكان الدفن : مقبرة الجارودية
  • تاريخ الوفاة : 1441-10-17
  • في رحمة الله منذ:4عام-7شهر-2يوم-
  • الجنس : أنثى
*خدام الإمام الحسين -عليه السلام- ذكركم باقٍ ببقاء الحسين*•°🏴




*لجنة الكفيل* بالجارودية تسلط الضوء على سيرة المرحومة *(أم عبد الجليل العيد)*

┅❁┋فاطمة جواد آل سعيد┋❁┅

ترعرعت -رحمها الله- منذ نعومة أظفارها في بيتٍ مفعمٍ بالولاء ؛ حيث كان لها أبٌ من أفاضل الرجال دينًا ، و خلقًا ، و خدمةً ، و تعلقًا بالآل الكرام -عليهم السلام- فكان لهم في بيته مأتمٌ . 
و أمٌ اتخذت العفة ، و الشرف لباسًا ، وطيبة القلب شعارًا ، و حب العترة ، و المداومة على حضور مآتمهم طريقًا ، فما فتئ لسانها يلهج بمحمدٍ وعليٍ وفاطمة و أبنائهم إلى آخر أنفاسها ، فإذا كان هذا الغرس ، فكيف يكون الثمر ؟!  

نشأت خادمةً للثقلين : كتاب الله ، وعترة نبيه ؛ فقد تشرفت بتعليم القرآن الكريم لمجموعةٍ من أبناء ، و بنات مجتمعها.  
أما عن مسيرة العشق بمحمدٍ وآله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - فذاك أمرٌ يطول الحديث فيه ؛ فقد آمنت بالحسين - عليه السلام - و روت قلبها الأبيض النقي بدمائه التي سالت على الأرض ظلمًا وعدوانًا، و ماتت و حرارته لم تبرد في قلبها ، و وهجه لم يخبُ. 
هذا الدم العزيز عند الله ، و لدى أنبيائه الكرام -صلوات الله عليهم- أضحى جزءًا من نبضات فؤادها ، ونفثات ضميرها فأكسبها روحًا متألقةً ، و قلبًا فياضًا، بل صير حياتها مشاهدَ متواليةً من العشق ، و الحب لله ، و في الله فعاشت الرزية التي جلت ، و المصيبة التي عظمت بكل جوارحها ، و جوانحها فكأن حرملة -لعنه الله- نحرها ، و قتلها بسهم الرضيع ، وكأن سائق ناقة زينب -عليها السلام- ضربها بسياطه ، و سباها بسبيه زينب -عليها السلام- من بلدٍ إلى بلدٍ ، و كأن عطش الحسين ، و ظمأ أطفاله قد فت كبدها ، وأذاب مهجتها ، و جعل على بصرها غشاوةً عن كل ما عداه. 
فانصرفت عن الدنيا ، و ما فيها الى خدمة آل بيت المصطفى لتصبح هذه الخدمة شغلها الشاغل ، و نشيدها العذب ، و الزاد الأنفع لآخرتها من كل شيءٍ ، و غدا الحب العظيم للعترة الهادية دمًا يسير في أوداجها ، و ذكرهم بلسمًا يداوي جراحها ، و مجلسهم أنسًا لروحها  
و لم يثنِ جسدها المثقل بالمرض روحها المغمورة بالمودة ، والوفاء لصفوة الله من العالمين ، فهي خطيبةٌ بارعةٌ ذات صوتٍ عذبٍ حان ٍ شجي يقطع القلوب ، و يخترق الأسماع إن قرأت بكت و أبكت ، و إن امسكت تراها تنحني كأصغر خادمةٍ في المآتم - رغم الهيبة ، والوقار التي تجللها - تجمع المناديل ، وتغلف صحون البركة ، و تسقي العطاشى من ضيوف الآل ... و هذا دأب كل خادمٍ للعترة الطاهرة - صلوات الله عليهم -
والفضل كل الفضل في هذه العلقة الروحية لا لأحٍدٍ إلا للحسين - عليه السلام - الذي قَبلِها ، و أنبت حبه في قلبها ، و من يمتلئ قلبه بحب الحسين - عليه السلام - فلن ينطق هذا القلب بغير لغة الحب ، و السلام ، و الرحمة. 
 
*كانت فيئًا وظلالاً وارفًا يستظل به مِن هجير شمس الهموم والأوجاع* كل من عرفها و صاحبها ، فتطيب روحه بما يلهج به قلبها ، و لسانها من حكمةٍ ، وموعظةٍ حسنةٍ ، و تواصٍ بالحق ، و تواصٍ بالصبر ، مستلهمةً كل ذلك من سيرة أحباء الله ، و أودائه ، و من آيات الصامت الناطق ، والآمر الزاجر كتاب الله المبين ، القرآن الحكيم الذي دأبت على قراءته ، و تعليمه ، و تقربت إلى الله تعالى بالسير على نهجه. 
ومع ما أغناها الله من فضله ، و أفاض عليها من خيراته إلا أن نفسها رغبت عن حطام الدنيا و ملذاتها ؛ فكانت و ما تملك طوع أوليائه ، فإما إنفاقٌ في سبيله أو مواساةٌ ، و إدخال سرورٍ على المحتاجين من عباده  
وكان كلٌّ من: اليـُتم ، و المرض ، و الفقر ، و الحاجة آلامًا تعتصر قلبها الرؤوف ، و تدمي عينها الحانية إذا ما نزلت ، و أناخت بالمؤمنين من أقاربها ، و جيرانها، فنذرت نفسها أمًا لأيتامهم ، و عونًا لفقرائهم ، و ممرضةً لمرضاهم . 
و حسبها أنها جسدت القدوة بمن تحب قولًا ، وعملًا ؛ فكانت ولا زالت مثالاً رائعًا يحكي صفات خادمات الزهراء - عليها السلام – و ربت أجيالًا غرست فيهم حب الخير ، و نقاء السريرة ، و حسن النية ، و جعلت لهم مكانًا في قلبها ، و ذكرًا في أورادها ، كما لفلذات أكبادها ، فأحبوها أمًا يلتمسون دعاءها في كل شدةٍ ، وأخلصوا لها الحب ، والاحترام  

*و جاء يوم الرحيل*
يوم الثلاثاء  :  ١٧ / ١٠ / ١٤٤١هـ  و نزل القدر المحتوم ، فما أوجع الوداع ، و أمرّ الفراق 
ارتحلت إلى جوار ربها مخلفةً ورائها في كل فؤادٍ حرقةً ، و في كل خدٍ دمعةً ،  و في كل بيتٍ صرخةً ، لا لشيءٍ إلا لأنها تركت في القلوب بصمةً ، و في الآذان همسةً  

فهذا يذكر نصحها ، و تلك تذكر توصياتها ، و صغيرٌ يلهج بحبها ، و كبيرٌ وهبت له الرعاية ، و يتيمُ آنسته مرارة الفقد ، و أغدقت عليه الحنان حتى تغلغل ذكرها في الأعماق ، و انبرى المؤمنون بقلوبٍ أشجاها الحزن ، و أقرحها المصاب ينعون فقيدتهم ، و قد حصلت منهم ببركات الله ، و أوليائه على مبراتٍ قلّ نظيرها ، و أكثر ما تتكرر قوله في ذلك اليوم ، و لا يحصى قائلوها هو :  *اليوم فقدت أمي*   
و قد قيلت من أناسٍ غير أبنائها ، و أرحامها ، و الأعجب من ذلك أن القائلين من كل الفئات ، فمنهم من كانوا في مثل سنها ، أو أكبر ، أو أصغر ، رجالًا و نساءً ، و كأن فقدها خسارةٌ لا تعوض ، و لكن لله الأمر من قبل ، و من بعد ، و إنا لله ، و إنا إليه راجعون.  
و سلامٌ على خدم أبي عبد الله يوم ولدوا ، و يوم يموتون ، ويوم يبعثون أحياء.  
 نعم ، لقد ارتحلتْ عن عالمنا :  امرأةٌ قلّ نظيرها إيمانًا ، و صبرًا ، ونورًا   ... رمزٌ للعطاء ، و أنموذجٌ يُحْتذى في الإيثار ،  قدوةٌ في الأخلاق الفاضلة ، و منارٌ  للكلمة الطيبة ..  كانت أمًا للجميع ، و نبراسًا للنقاء ، و الإصلاح   ... عاملةٌ بالخير ، ودالةٌ عليه ... مواليةٌ أفنت عمرها ، و تفانتْ في خدمة محمدٍ و آله - عليهم السلام - حتى في أحلك الظروف .. كانت تذرف دموع الروح دمًا لمصابهم -عليهم السلام -

و رحم الله قلبًا طاهرًا فقدناه ، و حنانًا فائضًا حرمناه ، و عند الله نحتسبها
لروحها الفاتحة تسبقها الصلوات 🤲🏻

جزيل الشكر لبنات المرحومة لتزويدنا بهذه المعلومات
الختمه القرآنية
إهداء ثواب الختمة
الجزء 01
الجزء 02
الجزء 03
الجزء 04
الجزء 05
الجزء 06
الجزء 07
الجزء 08
الجزء 09
الجزء 10
الجزء 11
الجزء 12
الجزء 13
الجزء 14
الجزء 15
الجزء 16
الجزء 17
الجزء 18
الجزء 19
الجزء 20
الجزء 21
الجزء 22
الجزء 23
الجزء 24
الجزء 25
الجزء 26
الجزء 27
الجزء 28
الجزء 29
الجزء 30