🏴•° *خدام الإمام الحسين -عليه السلام- ذكركم باقٍ ببقاء الحسين*•°🏴
*لجنة الكفيل* بالجارودية تسلط الضوء على سيرة المرحومة:
*السيدة حسينية بنت السيد حسن بن السيد سالم العلوي*
زوجة السيد عمران بن السيد أحمد بن السيد سالم آل طالب
ولدت سنة ١٣٧٣ هـ
توفيت سنة ١٤٢١ هـ ، فجر يوم الجمعة المصادف لوفاة السيدة زينب - عليها السلام -
لقد *كانت هذه السيدة المرحومة حافظةً للقرآن الكريم منذ الصغر* ؛ فقد تعلمت القرآن الكريم على يد المعلم أبو زاهر آل حبيل - رحمه الله - ، كما تعلمت الفخري .
كانت ناعيةً بكّاءةً على الإمام الحسين و أهل البيت - عليهم السلام؛ - ، *اتصفت بين القارئات بأنها مفوهةٌ ، ذات صوتٍ شجيٍّ ، و لحنٍ حزينٍ يترك أثره بلوعة المصيبة في قلوب مستمعيها* .
لقد وفقت منذ بداية شبابها لمزوالة النعي الحسيني في حسينية خالتها أم السيد مهدي السيد عباس
-رحمهم الله جميعًا- ، ثم التحقت بمجموعة تعزية أم عثمان المعلم ( أم سيد كاظم بن السيد معتوق ) مع أختها أم علوي بتول العلوي ( زوجة السيد كاظم ) ، وظلت مع تلك المجموعة حتى نهاية حياتها المُباركة.
و إن كانت كذلك فلا ضير ، و لا غرابة أبدًا لها خصوصًا عندما تُعرف بانتمائها لأجدادٍ ، و أرحامٍ من خيرة خدّام آل بيت الرسالة - صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين - ، من علماء ، و خطباء ، و رجال منابر حسينيةٍ بارزين .
فتلك عروقها الموروثة امتدادًا من جدها الأكبر لأمها ( العلامة الفاضل ، و شيخ الأفاضل الشيخ ناصر الجارودي ) ، و أخوالها من مشاهير الخطباء المفوهين ، و الفقهاء المتدينين ، و المعروفين بالتفاني في خدمة منابر التعزية الحسينية ، كالملا مكي ، و الملا سليم أبناء الملا الحاج قاسم المدن الجارودي ، و أمثالهم من بقية أرحامها الأخيار الأبرار الذين أفنوا أعمارهم في خدمة عترة النبي المختار - صلوات المولىٰ عليهم أناء الليل و أطراف النهار - .
أضف إلى ذلك : أنَّ هذه السيدة الجليلة ، و الخادمة الحسينية الموهوبة كانت نِعم الأم المربية ، و نِعم الزوجة الصالحة ، فقد *عُرِفت تمامًا كوالدتها السيدة المرحومة أم السيد أسعد العلوي - رحمها الله - بسخاء كرمها ، و دماثة أخلاقها ، و تواضعها ، و شدة رقة قلبها* الرحوم ، *و بشاشتها ، و تفانيها في خدمة أهل البيت* - عليهم السلام - ، و التواصل ، و العطاء ، و العطف على ذويها ، و أرحامها ، و معارفها ، و جيرانها ، و سعة صدرها ، و صبرها الكبير رغم مرضها المتعب ، و ظروفها الصعبة .
و من دلالات عمق عشقها ، و تعلقها بخدمة جدها الإمام الحسين - عليه و آله صلوات الله و سلامه - محبتها لمداومة الطبخ لمقيمي العزاء ، و المشاركين في المأتم ، كما *عُرف عنها تعوّدها لتحضير السحور لليلة العاشر من المحرم في كل عامٍ ، و كانت دائمة الحرص على عمل الطعام ، و تقديمه للمأتم في معظم مناسبات آل البيت* - عليهم السلام - تبركًا بأبي عبد الله الحسين - عليه السلام - و إتقان خدمته الشريفة بشتىٰ الطرق ، و الأساليب.
و لا يفوتنا أن نذكر هنا موقفًا حصل لها بخصوص هذه العادة المباركة ؛ حيث إنها في أحد أيام عاشوراء ، في أحد الأعوام ، واجهتها -رحمها الله- ضائقةٌ ماليةٌ ، فتحسّرت بشدّةٍ ، و نال منها الأسف تحسفًا ، و خجلًا من التقصير في خدمة تقديم البركة للمعزّين على عادتها كل عامٍ ، و لكن شاءت قدرة الله سبحانه ، و بركات جدها سيد الشهداء - عليه و آله سلام الله - أنها بينما كانت تتصفح أحد كتبها ، و إذا بها تجد مبلغًا من المال قد دُسَّ بين طيات ذلك الكتاب - دون سابق علمٍ - ، ففرحت به فرحًا شديدًا ، و أيقنت أنَّه من بركات سيدها ، و مولاها جدها الإمام الحسين -عليه وآله سلام الله- ، فهرعت مهرولةً لشراء ما يلزم لتجهيز بركة المأتم ، و بذلك تمت العادة كما هي في السنوات الماضية ، و حقًّا كان ذلك من توفيقات الله لها على حسن نيتها ، و إخلاص موّدتها لأجدادها الكِرام - صلوات الله ، و أزكى سلامه عليهم أجمعين - .
من أوصافها الملحوظة - تغمدها الله بواسع رحمته - حبها ، و شغفها في الخدمة الحسينية بدون كللٍ ، و لا مللٍ ، و رغم انشغالها بتربية أولادها إلا أنها *لم تتخلف عن حضور التعزية الحسينية - و لو ليومٍ واحدٍ - ؛ حيث كانت مواظبةً على التواجد في كل مناسبات إحياء أمر آل البيت* - صلوات الله عليهم أجمعين - من أفراحٍ ، و أتراحٍ طوال العام مهما كانت أحوالها ، أو ظروف مشاغلها .
كما يجدر أن يذكر أيضًا أنها لم تُقصّر في تنشئة عيالها على حُب آل بيت محمدٍ - صلوات الله عليهم أجمعين - حيث *حرصت على تعليم بناتها طريقة القراءة الحسينية ، و كانت تحثهن ، و تصطحبهن معها لمجالس العزاء* حتى نشأن على نهجها ، و ترعرعن في كنفها .
كما *تكفّلت بتعليم أولادها ، و بعض إخوتها الصلاة ، و الوضوء.*
أمّا عن وصف أخلاقها ، و أسلوب تعاملها مع الآخرين ، فقد كانت -رحمها الله- تتصف بالطيبة ، و حسن التعامل ، و حلاوة التواضع ، و جمال الأخلاق مع القريب و الغريب ممن يعرفها ، أو لا يعرفها كبيرًا كان ، أو صغيرًا على السواء ، و كانت تحمل من الحنان ، و المودة ، و الصبر ، و الإخلاص الشيء الكثير .
و قد تواصل صبرها ، و استمرت في خدمتها لتعزية أجدادها الكرام -صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين- حتى أواخر حياتها و رغم معاناتها مع المرض لم تتأوه يومًا ، أو تتشكى لأحدٍ حتى لأفراد عائلتها ، و أقاربها .
و حقًّا لقد كانت - رحمها الله و شملها بمغفرته و رضوانه - فعلًا كالجوهرة الثمينة عند كل من لقيها ، أو تعامل معها .
كما كانت حتى آخر حياتها تتمنى أن تتعافى من مرضها ، و تعاود وصلها ، و لذة تفانيها ، و تبركها بخدمة التعزية الحسينية.
و بعد مكوثها مع عيالها في سكنها القديم بقرية الجارودية انتقلت للسكن خارجها ، و حال اشتداد المرض عليها بينها ، و بين ما تعوّدته من الحضور و المشاركة في إحياء المجالس الحسينية ، و لكن ذلك لم يمنعها من ذكر أهل البيت -أرواحنا لهم الفداء- ؛ إذ واصلت النعي ، و البكاء على مصيبة جدها الإمام الحسين المظلوم -عليه السلام- بقراءة كتبها داخل دارها ، حتى اختارها الله إلى جواره الكريم ، فرحلت راضيةً مرضيّةً.
نسأل الله - سبحانه وتعالى- أن يحشرها مع من خدمتهم ، و أحيت أمرهم لحبهم ، و مودتهم ، و رجاء شفاعتهم ، محمدٍ و عترته الميامين - صلوات ربي و أزكىٰ تحياته عليه و عليهم أجمعين -
لروحها الطاهرة و أرواح والديها و أرحامها و أرواح موتىٰ المؤمنين و المؤمنات ، رحم الله من قرأ و أهدى ثواب سورة الفاتحة مع الصلوات .
جزيل الشكر لأهلها لتزويدنا بالمعلومات