🏴•° خدام الإمام الحسين -عليه السلام- ذكركم باقٍ ببقاء الحسين•°🏴
*لجنة الكفيل* بالجارودية تسلط الضوء على سيرة المرحومة:
*صفيّة جواد آل سعيد*
ميلادها ١٠ /١ / ١٣٨٠ هـ
وفاتها ١٤٣٨/٥/٢٥ هـ
▪️من النساء المؤمنات المخلصات المعطاءات الباذلات لأهل بلدها كانت أمًا ، و أختًا و بنتًا للجميع ، و نموذجًا للأخلاق الفاضلة و الكلمة الطيبة ، مربيةً فاضلةً محبةً للعلم و التعليم ، و مشجعةً له ؛ حيث مارست مهنة التعليم في روضة الطفل السعيد في الجارودية لبعض سنواتٍ ، ثم تولت منصب الإدارة بها فكانت نعم المربية ، و المعلمة ، و الإدارية.
▪قامت بتعليم القرآن الكريم في أيام صباها فعلّمت البنات ، و البنين من أقاربها ، و جيرانها ، و استمرت إلى مابعد زواجها فصادف أن علمت أولادًا كانت معلمةً لأمهاتهم من قبل ، كذلك علمت الصلاة .
▪️كانت محبوبة لدى الجميع ، و محبةً للجميع ، و لازالت لها ذكرى جميلةٌ مع الكثير ممن عاشرها عن قربٍ ، امتلكت طاقة تحفيزٍ و دعمٍ للنجاح فكانت المشجعة ، و المحفزة على عمل الخير في أي مجالٍ يؤدي إلى علو مجتمعنا ، و رفعته لاسيما مجال خدمة مولاتنا الزهراء - عليها السلام - و أبنائها المظلومين.
▪️ذات قلبٍ رقيقٍ رحيمٍ عطوفٍ ، و ذي شفقةٍ بالكبير و الصغير علی حدٍّ سواءٍ ، تتألم لحال كل ضعيفٍ، و مريضٍ ، وصولةٌ لرحِمِها.
ففتحت بيتها و ضمت فيه أمها ، و أم زوجها ، و قدمت لهما الرعاية ، و الاهتمام بكل حبٍّ ، و عطفٍ ، و حنانٍ ، فكان بيتها خيمةً تجتمع فيه مع الأحبة من أهلها و ذويها ، وتستقبلهم بكل جودٍ ، و كرمٍ ، و رحابة صدرٍ .
▪️كان هو عنوانها ، و مشروعها خدمة أهل البيت - سلام الله عليهم - حبًا ، و كرامةً منذ نعومة أظافرها ؛ حيث كانت تتسابق بلهفةٍ ، و شغفٍ للذهاب إلى الحسينية حتى تتعلّم القراءة هناك حتی غدت خطيبةً متميزةً مجتهدةً نجيبةً ساهمت في تأسيس عزية معلمتها ، و تطويرها فكانت من أوائل من قام بدور الراوي ، و تدريب الفتيات في مشاهد الشبيه ، و كتابة سيناريو الأدوار الحسينية .
كان يتجلی في صوتها الشجي الحزين عمق الإحساس بمصيبة الحسين - عليه السلام - فكانت خير معلمٍ، و موجهٍ للفتيات في العزية .
▪️كان لها دورٌ آخر أيام شهر رمضان المبارك حيث كانت تصلي بالمؤمنات في حسينية معلمتها أم علوي ، و لشدة حب البنات الصغيرات لها كنَّ يحرصن على الصلاة معها ، و يتسابقن للصلاة بجانبها ، فتشجيعها لهن كان نابعًا من حنان ، و حب الأم ..
▪️كانت إنسانةً ساعيةً للقرب من الله ، فكانت تسمو بنفسها ، و بنفوس من حولها ، إذ سعت للمواظبة على بعض العبادات ، و منها : صلاة الليل ، قراءة دعاء كميل في ليالي الجمعة ، وزيارة الإمام الحسين - عليه السلام - و تؤكد على المداومة عليه في كل آنٍ ، و مكان ، فصارت لنا علاقةٌ به منذ كنا في الصف الرابع الإبتدائي بفضل تشجيعها.
▪️عشِقت لقب خادمة الإمام الحسين - عليه السلام - فكان من أقدس ، و أثمن الألقاب عندها ، و استمر عشقها النبض الذي به تحيا ، فأفنت عمرها في خدمة الحسين - عليه السلام - رغم مرضها الدائم ، و الذي كانت تحمد الله و تشكره عليه مسلمةً راضيةً به ، بل كانت تعده تكفيرًا لذنوبها.
▪️رغم وضعها الصحي استمرت في القرب ، و التعلق بأهل البيت - عليهم السلام - فانضمت إلى مجلس بنت الهدى من بداية تأسيسه ، و كانت من المشاركات ، و الممثلاث المتميزات اللاتي تركن أثرًا في المسرح ، كما كانت لها مشاركاتٌ في مجلس الزهراء كذلك .. و من المساهمات في تعليم المدرسة الفاطمية
افتتحت في منزلها مكانًا صغيرًا لكي يضج بصوتِ الحسين ، و يعتلي فيه ذكره - و لازال قائمًا - ينصب فيه عزاءٌ ، و مأتمٌ للحسين الشهيد ، و أهل بيته - عليهم السلام -
▪️لم تتوانَ أبدًا حتى مع أطفالها فقد كانت ملهمتهم الأولى في التعلق بالحسين ، و قد ربتهم على ذلك من صغرهم ، و تؤكد دومًا علی ضرورة ذلك : " جيبوا أولادكم للحسينية .. خليهم يتربوا عند الحسين "
▪️جاهدت في تطوير ذاتها كخطيبةٍ حسينيةٍ ، فانضمت إلى معهد الزهراء للخطابة .. رغم المرض الذي حرمها من ممارسة القراءة الحسينية إلا أنها أخذت في تعلم أطوار النعي الرجالية ، مع الإصرار على إتقانها رغم ما بصوتها من ألمٍ ، و تعبٍ .
بعد تخرجها انضمت إلى لجنة و مجلس الكفيل - عليه السلام - منذ بداية تأسيسه ، و كانت تخشى أن يمنعها المرض من الحضور ، و المشاركة إلا أن أملها الكبير بالله و بسادتها الطاهرين كان غذاءً لروحها في الاستمرار رغم ظروف المرض
ألهمتها روحها المشتاقة في أيامها الأخيرة للخدمة إلى فكرة طباعة شعار الكفيل بشكل بطاقةٍ ، فكانت البصمة البارزة ، و الذكرى التي خلدت في لجنة الكفيل ، فطبعت لكل عضوةٍ في اللجنة بطاقةً تحمل هذا الشعار ، تتقلده في ليالي الفعالية ، و المجالس الحسينية بلجنة الكفيل ، فكان أجمل ذكرى منها قبل مدةٍ قليلةٍ من رحيلها .
▪️كانت لها أمنيةٌ تذكرها علی الدوام ، و هي أن تكون لها حسينيةٌ كبيرةٌ تسميها (حسينية البتول) انطلاقًا من اسم مأتمها الصغير ، لكنها رحلت قبل تحقيقها ، وتركت أمر تحقيق هذه الأمنية ، و الحلم العزيز لنا ، و لأبنائها .
كما خططت لتعليم الأولاد الصغار الخطابة الحسينية .
▪️رحيلها كان مصابًا جللًا على الكبير ، و الصغير فنعاها الكثير من المحبين ، و الموالين ، و اللجان التي كانت تخدم معهم ، و خلف غيابها في قلوبهم فراغًا ، و حزنًا ، و حسرةً
فسلام على الأم ، و الخالة الحنون الغالية ، و ألف رحمةٍ ، و نورٍ على روحها الطيبة
*حشرها الله في زمرة خدم الحسين .. رحم الله من يهدي لروحها الفاتحة*